تـشتاقُ لـلدارِ.. هـذي الـدارُ تحتضرُ
مـن كـان يسكنُها ، عافوكَ مذ كبروا
وكـيف عافوا الذي بالأمس أشبعهم
حُـبَّاً.. وإن غـابَ عافوا النوم وانتظروا
تشتاقُ للدارِ ، هل صوتٌ يقول: أبي
فـتستجيبُ ، وإن أعـطيتهم شـكروا
تـمـدُّ بـالـخبزِ إن جـاعوا ، وتـمنحهم
مـنـكَ الـمـزيدَ ، وإن قـصَّـرتَ تـعـتذرُ
كـنتَ الظلالَ لهم ، كنتَ القويَّ لهم
يا ويل من مسَّهم بالسوءِ ، أو قُهِروا
أذلــكَ الـعـمرُ ، لـيـت الـراحلين أتـوا
لـيـنظروا كـيـفَ ذاكَ الـصلبُ يـنكسرُ
نـسـيتَ مـن أنـتَ ، إلا بـعضَ ذاكـرةٍ
مــا زلـتَ تـذكرُهم ، يـاليتهم ذكـروا
مـا زلـتَ تـحلمُ أن تـصحو فـتلمحُهم
ولـــو خــيـالاً بـــهِ تـغـفـو ، وتـنـدثـرُ
مـــا عـــدت تــأمـلُ إلا أن تـودِّعـهم
قـبـل الـرحـيلِ لــدارٍ ، مـا بِـها بـشرُ
تـشـتاقُ لـلـدارِ؟ أنـتَ الآن تـسكنُها
لـكـنَّها لــم تـعُـد كـالدارِ مُـذ هـجروا
فـــالآنَ آن أوانُ الــمـوتِ يـــا رجـــلاً
مــا زلـتَ فـي غـرفةٍ بـالدارِ.. تـنتظرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق