الكلُّ يسألُ ما الذي أشقانا ؟!
الموتُ ينهشُ ماءنا وثرانا
والشعبُ يطحنهُ الصراعُ ، كأنهُ
يهوى الحُطامَ ، ويعشقُ الحِرمانا !!
ثُرنَا لإسقاطِ النِّظامِ لعلَّنَا
نبني على جسدِ الفسادِ جِنانا
فإذا الفسادُ هوَ الفسادُ ورُبَّما
نحنُ الفسادُ ، ولا فسادَ سِوانا
حتى تأبًّطنا الخلافُ، وأقسموا
أنَّ الخلافَ يُطهرُ الأدرانا !!
فتغذَّتِ الأحزابُ مِن أدرانِنا
وغدا لنا قانونُها قُرءآنا !!
وتزوَّدَ الأربابُ من أنصارِهم
حِصصَ الولاءِ ، فقوَّضوا الميزانا
وثنٌ وحيدٌ أسقطوهُ ليصنعوا
مِن بعدهِ يا سادتي أوثانا
.***
إن قيلَ من طحَنَ البلادَ وذلَّها
لاموا الطحينَ ، وبرَّأوا الطحَّانا
وإذا التقوا حولَ الشراكةِ أشركوا
بالشعبِ ، واعتنقوا الأذى إيمانا
كُلاً يُصرُّ على نزاهةِ حزبهِ
كُلاً يظنُّ فسادَهُ إحسانا
وتقدَّسَت أحزابُنا ، بل أنَّها
كبُرَت إلى أن أصبحَت أوطانا !!
***
يستثمرونَ اسمَ الإلهِ وكُلهم
يعصي الإلهَ ، ويعبدُ الشيطانا
يَتشدَّقونَ إلى السلامِ وكُلهم
يجدُ التفاهمَ والحوارَ هوانَا
والعقلُ أذعنَ للعقالِ فإذ بِمن
رفضوا الوصايةَ باركوا العِدوانا !!
والرأسُ إن أمروا يُطيعُ ، فمن إذَن ..
يهدي البلادَ إذا الرئيسُ تفانى !!
شرعيتي ليست رهينةَ حُفنةٍ
مِن دونِها سَأُكابِدُ النيرانا
شرعيتي ألا أكون مُخيَّراً
بين الفناءِ أوِ البقاءِ مُهانا
***
حُرٌّ أنا يا سيدَ الموتِ الذي
جعلَ البلادَ لثأرِهِ قُربانا
حُرٌّ أنا ، هل يشتري حُرِّيتي
من باعَها ، واستعبدَ الإنسانا ؟!
حُرٌ أنا فيما أرى وجريرتي
أنِّي أرى فيمَا ترى طُغيانا
***
لا تَقصِفَوا ، لا تقتلوا ، لا تعبثوا
لا تجعلوا من دينِنا سجَّانا
فتواكَ يا شيخَ الفتاوى مزَّقت
بشرَاً ، فكيفَ الدينُ صارَ مُدانا ؟!
اخلع عمامتكَ الثريَّةَ واعتزل
دينَ التجارةِ ، واطلُبِ الغُفرانا
ولتكترِث للموتِ ثمة خالقٌ
حتماً سيُحرِقُ كلَّ من آذانا
***
ثُرنا لعلَّ الغيمَ تُنبِتُ أرضنَا
كَرْماً ، فكانَ حصادُها كرمانا !!
فتكرَّرَ العهدُ القديمُ وأعرضوا
عن ربِّهم ، وتوسَّلوا الطوفانا
والفأرُ دمَّرَ سدَّ مأربِ إذ رأى
في حالِنا ما شجَّعَ الفِئرانا
والحقُّ أنَّا لم نمُت لكنَّنا
سنموتُ إن لم نبصُقِ الأضغانا
والدربُ -إن شِئنَا العبورَ- مُعبَّدٌ
من ذا سيُوقِفُ موتَنا إلَّانا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق