MUSIC

الجمعة، 19 أكتوبر 2018

وطنٌ بِلا مأوى ..





الكلُّ يسألُ ما الذي أشقانا ؟!
الموتُ ينهشُ ماءنا وثرانا

والشعبُ يطحنهُ الصراعُ ، كأنهُ
يهوى الحُطامَ ، ويعشقُ الحِرمانا !!

ثُرنَا لإسقاطِ النِّظامِ لعلَّنَا
نبني على جسدِ الفسادِ جِنانا

فإذا الفسادُ هوَ الفسادُ ورُبَّما
نحنُ الفسادُ ، ولا فسادَ سِوانا

حتى تأبًّطنا الخلافُ، وأقسموا
أنَّ الخلافَ يُطهرُ الأدرانا !!

فتغذَّتِ الأحزابُ مِن أدرانِنا
وغدا لنا قانونُها قُرءآنا !!

وتزوَّدَ الأربابُ من أنصارِهم 
حِصصَ الولاءِ ، فقوَّضوا الميزانا

وثنٌ وحيدٌ أسقطوهُ ليصنعوا
مِن بعدهِ يا سادتي أوثانا

.***

إن قيلَ من طحَنَ البلادَ وذلَّها 
لاموا الطحينَ ، وبرَّأوا الطحَّانا

وإذا التقوا حولَ الشراكةِ أشركوا
بالشعبِ ، واعتنقوا الأذى إيمانا

كُلاً يُصرُّ على نزاهةِ حزبهِ 
كُلاً يظنُّ فسادَهُ إحسانا

وتقدَّسَت أحزابُنا ، بل أنَّها 
كبُرَت إلى أن أصبحَت أوطانا !!

***

يستثمرونَ اسمَ الإلهِ وكُلهم 
يعصي الإلهَ ، ويعبدُ الشيطانا

يَتشدَّقونَ إلى السلامِ وكُلهم
يجدُ التفاهمَ والحوارَ هوانَا

والعقلُ أذعنَ للعقالِ فإذ بِمن
رفضوا الوصايةَ باركوا العِدوانا !!

والرأسُ إن أمروا يُطيعُ ، فمن إذَن .. 
يهدي البلادَ إذا الرئيسُ تفانى !!

شرعيتي ليست رهينةَ حُفنةٍ
مِن دونِها سَأُكابِدُ النيرانا

شرعيتي ألا أكون مُخيَّراً
بين الفناءِ أوِ البقاءِ مُهانا

***

حُرٌّ أنا يا سيدَ الموتِ الذي 
جعلَ البلادَ لثأرِهِ قُربانا

حُرٌّ أنا ، هل يشتري حُرِّيتي 
من باعَها ، واستعبدَ الإنسانا ؟!

حُرٌ أنا فيما أرى وجريرتي 
أنِّي أرى فيمَا ترى طُغيانا

***

لا تَقصِفَوا ، لا تقتلوا ، لا تعبثوا
لا تجعلوا من دينِنا سجَّانا

فتواكَ يا شيخَ الفتاوى مزَّقت 
بشرَاً ، فكيفَ الدينُ صارَ مُدانا ؟!

اخلع عمامتكَ الثريَّةَ واعتزل
دينَ التجارةِ ، واطلُبِ الغُفرانا

ولتكترِث للموتِ ثمة خالقٌ
حتماً سيُحرِقُ كلَّ من آذانا

***

ثُرنا لعلَّ الغيمَ تُنبِتُ أرضنَا 
كَرْماً ، فكانَ حصادُها كرمانا !!

فتكرَّرَ العهدُ القديمُ وأعرضوا
عن ربِّهم ، وتوسَّلوا الطوفانا

والفأرُ دمَّرَ سدَّ مأربِ إذ رأى
في حالِنا ما شجَّعَ الفِئرانا


والحقُّ أنَّا لم نمُت لكنَّنا
سنموتُ إن لم نبصُقِ الأضغانا

والدربُ -إن شِئنَا العبورَ- مُعبَّدٌ
من ذا سيُوقِفُ موتَنا إلَّانا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق